المعادله الصعبه

غالبا ما تثقلنا الكتابة بكل همومها ومتاعبها ، تحاصرنا فنجد أنفسنا عند تلك المفارقات الصعبة بين لحظة امتلاء العقل بالكلمات والمفردات العديدة وفي الوقت نفسة نجد عدم قدرة (( القلم )) على تسجيلها وترتيبها وتنسيقها .
تقف الكتابة في بعض اللحظات حائلة بيننا وبين (( التنفيس )) عنها فلا نجد من يمد لنا يد العون لنخرج كل ما نستطيع من مكنون جوارحنا ، نبضات قلوبنا ، تأملاتنا ، أفكارنا لتكون البلسم الشافي في وقت (( ندر )) فيه طب القلوب وكاد يكون ضربا من ضروب المحال .
(( الوجع )) كثير في هذه الحياة التي نحياها ، يعجز القلب القلب عن تقبله ، يفاجئنا في غفلة منا ... يباغتنـــــــــــــــــــــا !!
يشل حركاتنا (( يعطل )) قوانا .. يستنفذ آخر طاقاتنا ، يجبرنا على الانزواء داخل أعماقنا ، علنا نجد مكانا (( للعزاء )) تمتص من خلاله الذاكرة شيئا قد يعينها على (( النسيان )) وإن كان النسيان صعبا ومرهقا يكون (( الوجع )) مؤلما اكثر مما كنا نتخيله .
(( رهيب )) ذلك الشعور الذي يسيطر على جوانحنا ، مخيف وقوفنا (( المفاجئ )) في طرقات الحياة ونحن منكسرون بهذه الصوره ، نحاول جاهدين البحث عن تلك (( الكلمة )) التي تطفئ لظى هذا الوقوف المفاجئ .
كم هو جميل حقا ، أن نترجم أحاسيسنا ومشاعرنا من خلال مداد (( القلم )) ليصل إلى القلب مع زفرة حارة رقراقة تدغدغ المشاعر .
أشياء كثيرة عايشناها عمرا تفجر في الأعماق أحاسيس لا نعرف كيف نترجمها ، أشياء تذكرنا بالوجع الذي يستولي على العقل والقلب والذاكرة .. وننسى في تلك اللحظة كل الكلمات الحلو .. معها أريد أن أترك العنان لقلمي وأكتب .. أن أغازل الأحزان بكلماتي ، وأن أطير بالكلمة في الحزن والفرح في الحلم واليقظة .
إن طابع الإنسان منذ خلق في اضطراب بين الظن واليقين وبين شطحات النفس والقلب والوجدان .. فحياتنا عبارة عن بكاء .. ودموع وابتسامات وشموع .. أحيانا محبوبة وأحيانا لا يطيقها .. فهي (( حب )) و (( حقد )) وايمان وانكار .. وشجاعة و ضعف .. مع ذلك فهي الحياة .. اللانهائي سرها .. والحب لها .. والخوف منها .. إنها معادلة صعبة لا يعلمها إلا خالقها سبحانه جل شأنه .


سليمان